يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار يتجه إلى الدخول في مواجهة ساخنة مع حزب العدالة والتنمية بقيادة أمينه العام عبد الإله بنكيران؛ وذلك بعد الردود التي صدرت عن قياديي الأول ضد رئيس الحكومة الأسبق، بسبب وصفه لحزبهم بـ”الحزب الإداري”.
محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، واحد من قياديي حزب عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، الذين أزعجتهم تصريحات بنكيران وانبروا إلى الرد عليها؛ فقد وصف وزير العدل الأسبق، في كلمة ألقاها في منتدى المنتخبين الأحرار في جهة الرباط سلا القنيطرة، أمس، هذه التصريحات بـ”الاستفزازية”.
وقال أوجار، الذي بدا غاضبا من تصريحات بنكيران المسيئة إلى حزب “الحمامة”: “استفزني كلام أمين عام لحزب نحترمه في مجموعة نيابية حول أننا حزب إداري”.
وأضاف عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار في هجوم حاد على بنكيران: “من باب التعفف لن أقول من كان يتواصل مع الإدارة في لحظة ما”، في إشارة إلى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.
ولم يقف وزير العدل الأسبق في انتقاداته لبنكيران عند هذا الحد؛ بل ذهب إلى القول إن السياسة تمارس بـ”أخلاق، واليوم وصل الوقت لتقال الحقائق؛ لأن هناك من يوزع صكوك الغفران”.
وتابع أوجار مدافعا عن حزبه: “يكفي الثمن السياسي الذي دفعناه، فنحن ضحية تضليل إعلامي ولا نتحدث؛ لكننا في الطريق الصحيح رغم أننا نواجه ظرفية وإكراهات صعبة، مناخية ودولية وغيرها”، في محاولة للدفاع عن الحكومة وحصيلتها.
لكن انتقادات الأحرار لبنكيران في لقائهم الحزبي لم تقتصر على أوجار فقط؛ بل دخل راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، بدوره على الخط، ملوحا بتهمة الولاء إلى الخارج التي سبق أن وجهها إلى حزب بنكيران في السابق وأحدثت أزمة كبرى بين الحزبين.
وقال الطالبي العلمي، في رسالة لمز واضحة منه إلى بنكيران وحزبه، “نحن حزب سياسي تاريخي. لا مشكل لنا مع أية هيئة سياسية؛ بل لنا مشكل مع الولاءات لخارج الوطن”، في إشارة إلى التهمة التي ظلت تلاحق حزب العدالة والتنمية بكونه فرعا لتنظيم الإخوان المسلمين، وهو الأمر الذي ظل ينفيه بشدة.
الهجوم الواضح لقادة “الأحرار” على أمين عام حزب العدالة والتنمية رأى فيه البعض خطوة ستفتح الباب على مصراعيه أمام الحزبين للدخول في لعبة الردود والردود المضادة، إذ يتوقع أن يحشد لها كل طرف أسلحته ويوظف ما بجعبته من معطيات وأوراق رابحة.
في تعليق أولي على الموضوع، قال إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن الحزب “لم ولن يسكت، ولسنا حائطا قصيرا كما يتوهم البعض، وأمينه العام لا يجيب بالوكالة ويرسل الصف الثاني أو الثالث”.
وأضاف الأزمي الإدريسي، في حديث مع جريدة الفرشة تيفي الإلكترونية: “بنكيران يجيب وسنجيب ولن نسكت عما يجري”، معتبرا أن حزب التجمع الوطني للأحرار يعيش في “ورطة حقيقية ولم يستطع أن يبين بأنه حزب الكفاءات، والتنمية التي تحدث عنها ما زال المواطنون ينتظرونها”.
وتابع رئيس برلمان حزب “المصباح” موضح: “يقولون إن الحزب انتهى وله 13 برلمانيا فقط، لماذا يقلقكم ويزعجكم وتذكرونه في لقاء حزبي داخلي؟”، مشددا على أن حزب العدالة والتنمية “دوره أن ينبه إلى ما يجري، وعمرو ما كان حائط قصير، ومن يؤمن بهذا ينبغي أن يراجع دفاتره؛ لأن الحزب سيدافع عن نفسه، ولن يسكت أمام الاختلالات الحقيقية في السياسات العمومية”، وفق تعبيره.