يتسم سوق الأضاحي هذه السنة بمفارقة تتجلى في ارتفاع الأسعار بشكل كبير؛ في حين أن العرض المتوفر يتجاوز الطلب بأكثر من مليون رأس، حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الفلاحة.
وتقوم السوق المغربية على مبدأ حرية الأسعار والمنافسة، ما يعني أن الأسعار تنخفض كلما كان العرض أكبر من الطلب؛ غير أن هذه القاعدة توارت في سوق الأضاحي هذه السنة.
ارتفاع أسعار الأضاحي هذه السنة أكده كسابة تحدثت إليهم الفرشة تيفي، حيث تقدر نسبة الزيادة المسجلة بما بين 400 درهم و700 درهم.
سعيد لحريزي، مالك ضيعة لتربية الأغنام في نواحي برشيد، أكد أن الزيادة في النوع المعروف بـ”الصردي” تتراوح ما بين 500 و700 درهم، بينما تقدر نسبة الزيادة في الأنواع “الرقيقة” بـ400 إلى 500 درهم.
وحسب إفادة لحريزي، فقد ارتفع سعر الكيلوغرام الحي إلى 72 درهما بالنسبة لنوع “الصردي”؛ بينما يباع نوع “البركي” بـ65 درهما.
هذا المعطى أكده أيضا عبد المالك السرغيني، كساب من جمعة السحيم بإقليم آسفي، حيث أشار بدوره إلى أن الزيادة في أسعار أضاحي العيد هذه السنة تتراوح ما بين 500 و700 درهم.
واعتبر المتحدث ذاته أن الأسعار الحالية “عادية”؛ بالنظر إلى الارتفاع الكبير الذي شهدته الأعلاف خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
من جهته، قال سعيد لحريزي إن “السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الأضاحي هو الأعلاف، فمنذ سنة 2020 والفلاح يتحمّل مصاريف الأعلاف المرتفعة”، مشيرا إلى أن سعر الفول انتقل إلى عشرة دراهم للكيلوغرام ووصل سعر الصوجا إلى 8.5 دراهم.
ولجأ المغرب إلى فتح المجال أمام المستوردين لاستيراد أغنام موجهة للذبح في عيد الأضحى من دول أوروبية، مع استفادتهم من دعم بقيمة 500 درهم عن كل رأس؛ غير أن هذه العملية لم تساهم في خفض أسعار الأضاحي بشكل ملموس إلى حد الآن.
وحسب المعطيات الصادرة عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فإن القطيع الوطني من الحيوانات المخصصة لعيد الأضحى برسم السنة الحالية يقدّر بـ7.8 ملايين رأس؛ منها 6.3 ملايين رأس من الأغنام و1.5 ملايين رأس من الماعز، في حين أن عدد الأضاحي التي يتوقع أن ينحرها المغاربة خلال العيد المقبل في حدود 5.6 ملايين رأس.
ويتوقع فاعلون في القطاع أن تشهد أسعار الأضاحي انخفاضا مع اقتراب عيد الأضحى، معتبرين أن سبب الغلاء خلال الأيام السابقة ساهم فيه بشكل كبير تداول المواطنين لمعلومات تفيد بقلّة العرض الوطني من الحيوانات المخصصة للعيد؛ وهو ما جعل الإقبال كبيرا منذ إعلان تاريخ عيد الأضحى.
وأفاد الكساب مالك الضيعة الواقعة في نواحي برشيد، الذي تحدثت إليه جريدة الفرشة تيفي، بأن أسعار المواشي انخفضت، حاليا، مقارنة مع الأيام الفارطة بحوالي ثلاثمائة درهم.