على غرار باقي مدن الجنوب الشرقي للمغرب، تعيش مدينة طاطا التابعة لجهة سوس ماسة على وقع غياب أوراش تنموية واقتصادية كبرى من شأنها توفير فرص الشغل تضمن كرامة الشباب والساكنة عموما؛ فيما أبدى معظم الشباب استياءهم وتذمرهم من الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها.
وتعاني نسبة كبيرة من شباب مدينة طاطا من البطالة التي أضحت عنوانا بارزا في السنوات الأخيرة، بسبب ركود الحركة الاقتصادية ونقص أو شبه انعدام مشاريع تنموية واقتصادية محلية، مؤكدين أن معاناتهم تتفاقم يوما بعد يوم؛ مما انعكس سلبا على المدينة بصفة عامة.
وكشفت معطيات حصلت عليها جريدة الفرشة تيفي الإلكترونية من تنسيقية المعطلين بمدينة طاطا أن الظروف الاجتماعية الهشة بالمدينة والإقليم بصفة عامة تدفع غالبية الشباب القاطنين بهذه الربوع الغالية إلى الهجرة نحو مدن الداخل بحثا عن فرص عمل تقيمهم شر البطالة والحاجة والفقر، ومنهم من يبحث عن فرصة للهجرة نحو الخارج، ولو كان ذلك على حساب حياتهم.
وعلاقة بموضوع التشغيل بمدينة طاطا، دخل عدد من الشباب بهذه المدينة في اعتصام مفتوح ومبيت ليلي، مطالبين السلطات المعنية بالتدخل من أجل توفير فرص الشغل لهم، مشيرين إلى أنهم ضحية إقصاء وتهميش من السلطات الإدارية والمنتخبة.
ويواصل عدد من الشباب حاملي الشواهد (المعطلين) اعتصامهم بمدينة طاطا، مطالبين المسؤولين بالتدخل لتوفير لهم فرص الشغل، معبرين عن استيائهم من غياب فرص الشغل تقي الشباب سواء من عموم سكان المدينة أو المعطلين بالخصوص من شر البطالة والفقر والحرمان.
وفي هذا الإطار، قال عبد الرزاق الغزاوي، من الشباب العاطلين بمدينة طاطا، إن هذه المدينة تشبه مدينة الأشباح لكونها تفتقر إلى أبسط ضروريات العيش الكريم، سواء تعلق الأمر بالبنية التحتية أو المشاريع الاقتصادية، ملتمسا إيفاد لجنة مركزية مختلطة لفتح تحقيق في الركود التي تعيشه المدينة وأسبابه ومسبباته.
أكد المتحدث ذاته، في تصريح لالفرشة تيفي، أن تعثر البرامج التنموية وفشلها في تحقيق أهدافها جعل أحلام الساكنة المحلية تؤجل إلى أجل غير مسمى، موضحا أن المدينة والإقليم عموما يتوفر على مؤهلات كثيرة قادرة على أن تجعل التنمية ممكنة؛ لكن الرياح لا تجري إلى ما لا تشتهي السفن.
بدورها، قالت إيزا لعناية، من الشباب العاطلين بمدينة طاطا، إن هذه المدينة تزخر مثلها مثل باقي المدن المغربية بمؤهلات كثيرة يمكن أن تساهم في تقليص نسبة البطالة في صفوف الشباب، لو تم استغلالها أحسن الاستغلال، موضحة أن قضية البطالة تعد من المشاكل التي تؤرق الشباب طاطا حاليا.
وأضافت المتحدثة ذاتها، في تصريح لالفرشة تيفي، أن غياب فرص العمل بالمدينة ساهم في انتشار البطالة وارتفاع معدل الهجرة غير النظامية، إلى جانب تفشي مظاهر التهميش والإقصاء وغياب البرامج التنموية، لافتة إلى أن واقع المدينة وشبابها في الوقت الراهن مؤلم كثيرا، مضيفة: “نحتاج إلى التفاتة ملكية لتحريك المياه الراكدة”.
في المقابل، كشف مصدر مسؤول بمدينة طاطا أن غياب فرص الشغل وتعثر التنمية بهذه المدينة خاصة، والإقليم عموما، لا يمكن تحمل مسؤوليته للمجالس المنتخبة أو السلطة الإقليمية لوحدهما؛ بل هناك إقصاء وتهميش ممنهجين من طرف الحكومة خاصة على مستوى الوزارات المعنية بالمشاريع الغائبة والمتعثرة.
ووجه المسؤول ذاته انتقادات كبيرة إلى الحكومة لعدم إدراج طاطا ضمن خطط وبرامج استعجالية لتنمية وتحريك المياه الراكدة، مؤكدا أن السلطة الإقليمية تقوم بمجهود كبير بتنسيق مع المجالس المنتخبة إلا أن هذه المجهودات تصطدم بغياب تعاون وشراكة مع الوزارات المعنية، داعيا الحكومة إلى مراجعة برامجها والاهتمام بطاطا خاصة وأقاليم الجنوب الشرقي عموما.