قال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط (APM)، إن “مجلس المستشارين نظم، بشراكة مع برلمان البحر الأبيض المتوسط، النسخة الأولى من أشغال المنتدى البرلماني الاقتصادي الأورو-متوسطي والخليجي بمراكش، الذي شكل فرصة لتقييم التقدم المحرز صوب تحقيق تكامل اقتصادي إقليمي، وإنشاء مجتمع طاقي أورو-متوسطي وخليجي”، مجددا تأكيد مجلس المستشارين على “استمرارية وديمومة هاته الجهود”، وعزمه تنظيم النسخة الثانية من منتدى مراكش في دجنبر القادم.
وأضاف ميارة، في كلمة له خلال ترؤسه أشغال الدورة الـ49 لمكتب برلمان البحر الأبيض المتوسط بروما، أن “أشغال النسخة الثانية من هذا المنتدى الاقتصادي ستنصب على الانتقال الطاقي نحو الطاقات المتجددة، مع التركيز على التكنولوجيا الضرورية لدعم هذه العملية، فضلا عن الدور الجوهري لريادة الأعمال”.
وأكد المسؤول المغربي أنه “بجانب الحرص على إنجاز وتنفيذ كل ما ذُكر، فإننا مطالبون كذلك بمواصلة تعزيز التعاون بيننا، بهدف مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، لاسيما من خلال مراقبة الوضع الأمني عن كثب في منطقة الساحل، وكذا تنظيم أنشطة مشتركة مع بلدان هذه المنطقة، بهدف تقاسم التجارب معها في هذا المجال”.
وذكّر النعم ميارة بأنه حظي مؤخرا بشرف زيارة جمهورية بنما، من أجل المشاركة في أشغال الدورة العادية 37 لبرلمان أمريكا اللاتينية (Parlatino)، حيث اقترحَ توقيع مذكرة تفاهم من شأنها تعزيز التقارب وتوحيد الرؤى في العديد من القضايا.
وقال: “قبل مجيئي إلى روما، قمت بزيارة رسمية إلى جمهورية سان مارينو، أجريت خلالها لقاءات مثمرة مع الرئيسين الحاكمين للجمهورية، أديل تونيني وأليساندو سكارانو، كما التقيت بالعديد من الوزراء”، مضيفا أنه قام بالمناسبة نفسها بزيارة إلى مركز الدراسات الدولية لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، الذي يستقبل الباحثين الشباب الوافدين من داخل وخارج منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وعلاوة على ذلك، ذكّر ميارة بأنه وقّع في سان مارينو، باسم برلمان البحر الأبيض المتوسط، على اتفاقية تعاون مع مركز طب الكوارث التابع لمجلس أوروبا، وهو ما يشكل في حد ذاته إنجازا مهما، سيمكن لاحقا الدول الأعضاء في برلمان البحر الأبيض المتوسط، بتنسيق مع الشركاء الدوليين، من الاستجابة بفعالية أكبر للكوارث الطبيعية والإنسانية.
وأضاف: “في خطابي الأول كرئيس لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، كنت قد سطرت مجموعة من المحاور الأساسية التي سيرتكز عليها عملنا خلال فترة رئاستي، وكما تعلمون، فالتحديات الماثلة أمامنا كثيرة، لكن بإمكاننا التغلب عليها معا”، مشيرا إلى أن “مجال العمل الأول يتعلق بمسألة الهجرة، إذ إن منطقة البحر الأبيض المتوسط هي أكثر المناطق المعنية، بشكل خاص، بتدفقات الهجرة غير النظامية، ومن ثم فمن الواجب معالجة هاته القضية بحس إنساني عال وتضامن ومسؤولية”.
أما فيما يخص الانتقال الطاقي والتكامل الاقتصادي، فقد شدد ميارة على أن “هذيْن الأخيريْن يشكلان محورا رئيسيا لبرنامج عملنا، حيث يمثل التخلص من الكربون والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة فرصة لإعادة التفكير في نظام الإنتاج في بلداننا، ووسيلة للحفاظ على بيئتنا المشتركة، ومن جانبه يبقى التكامل الاقتصادي أساس الرخاء والاستقرار في منطقتنا”.