في الوقت الذي طال فيه حديث الإعلام الإسباني عن صعوبة فتح جمارك تجارية بكل من سبتة ومليلية بسبب وجود “مراسلات رسمية” بين الحكومتين المغربية تبين “وجود صعوبات عديدة في إعادة فتح المعابر الجمركية”، خرج وزير الخارجية الإسباني لنفي هذه الأنباء مؤكدا أن “خارطة الطريق يتم الالتزام بها”.
وأعلن خوسي مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، أن “خارطة الطريق” المتفق عليها مع المغرب يتم الالتزام بها بشكل كامل، مشيرا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في نهاية اجتماع مجلس الوزراء إلى خلاصات الدورة الثانية عشرة من الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين المنعقدة في فبراير الماضي.
وقال الوزير إنه “لم يسبق في التاريخ” وجود مكتب جمارك في سبتة حتى الآن، متابعا: “استغرق الأمر عدة قرون بدون مكتب جمركي”، بينما في حالة مليلية لم يتم تشغيل المكتب المتواجد هناك منذ 2018، بعد قرار الإغلاق المغربي.
وأكد ألباريس على صعوبة العملية، قائلا: “هي آلية معقدة يجب التحقق من عدة أمور خلالها” مشيرا إلى أنه في الحملة التجارية الأخيرة التي نفذت في 26 ماي تم دخول البضائع من المغرب إلى المدينتين لأول مرة”.
في المقابل، نقلت “أوروبا بريس” تصريحات من مصادر حكومية تؤكد أن “المغرب قد أوضح التزامه بمواصلة العملية”.
وسبق أن نشرت صحيفة “إلباييس” الإسبانية مراسلات قالت إن “مدريد والرباط لم تتفقا على تحديد مهلة زمنية محددة من أجل فتح المعابر، كما أن الموعد الزمني الذي سبق أن تم تحديده هذا الشهر لم يتم الوفاء به من كلا الطرفين”.
جدير بالذكر أن حكومتي البلدين اتفقتا على إجراء ثلاث تجارب هذه السنة، آخرها كان خلال أواخر الشهر المنصرم والتي لم يعلن عن نجاحها بعد.
يذكر أن الملك محمدا السادس استقبل، في أبريل الماضي، بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، في إطار مرحلة جديدة من الشراكة بين المملكتين المغربية والإسبانية.
وعقب الاستقبال، أصدر البلدان بلاغا مشتركا يتضمن تفاصيل خارطة الطريق للعلاقة الجديدة، وأعلن عن الاتفاق من خلاله على “معالجة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بروح من الثقة والتشاور، بعيدا عن الأعمال الأحادية أو الأمر الواقع، وسيتم الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستويين البري والبحري، وستتم إعادة الربط البحري للمسافرين بين البلدين حالا وبشكل متدرج إلى حين فتح مجموع الرحلات”.