العلاقات مع المغرب والجزائر تشعل السباق الانتخابي في الجارة الشمالية إسبانيا

العلاقات مع المغرب والجزائر تشعل السباق الانتخابي في الجارة الشمالية إسبانيا

يبدو الخطاب اليميني في الانتخابات الإسبانية الحالية حول العلاقات مع المغرب والجزائر في “خانة متفردة”؛ فبعد “الهجوم” على حكومة سانشيز بعد فساد علاقاتها مع الجزائر، عادت قيادات الحزب الشعبي لتنادي بالتوازن في العلاقات مع الجارين.

استيبان غونزاليس بونس، القيادي بالحزب الشعبي وعضو البرلمان الأوروبي منذ سنة 2014، عبر، في مقابلة أجراها مع صحيفة “إل إنديبيندينتي” الإسبانية، عن “رغبة حزبه في حالة الفوز بالانتخابات في إحقاق التوازن في العلاقات مع الرباط والجزائر”.

بونس، الذي يتوقع أن يحمل حقيبة الخارجية في حالة فوز الحزب الشعبي بقيادة فاييخو بالانتخابات، اعتبر أن “إفساد العلاقات مع الجزائر يجب ألا يستمر في الحكومة المقبلة”، لأن “إعادة العلاقات مع الجزائر لا يعني بالضرورة إضرارها في المقابل مع الجار المغربي”، وفق تعبيره.

واعترف القيادي اليميني بـ “الأهمية الاستراتيجية التي تشكلها المملكة المغربية بالنسبة لإسبانيا”، مشيرا إلى أن “مدريد كانت دائما الصوت الوسط بين الجزائر والمغرب”.

ولم يكشف القيادي بالحزب الشعبي وعضو البرلمان الأوروبي عن “خلطته السحرية” للموازنة في العلاقات بين المغرب والجزائر، مكتفيا بالقول إن “مدريد يمكنها العودة إلى موقفها التقليدي والذي كان يحافظ على العلاقات مع الطرفين”.

وعلى الرغم من المراوغات التي وضعها بونس في جوابه عن رأيه في موقف الحكومة الإسبانية من مخطط الحكم الذاتي المغربي، فإنه قد شدد على أن “الحزب الشعبي في حالة فوزه مستقبلا بالانتخابات عليه التركيز في علاقاته الخارجية على ثلاثة محاور، أولها المملكة المغربية، والجزائر، ثم العمق الأوروبي”.

مهمة مستحيلة

تبدو مهمة الحزب الشعبي في إقرار التوازن في العلاقات بين المغرب والجزائر في غاية الصعوبة؛ الأمر الذي أكده، لحسن أقرطيط، الخبير في العلاقات الدولية، إذ قال إن “إقرار التوازن في العلاقات بين الرباط والجزائر سيكون مستحيلا أمام أي حكومة إسبانية مقبلة”.

وأضاف أقرطيط، في حديثه لالفرشة تيفي، أن “السياسة الخارجية للمملكة المغربية واضحة في مسألة موقف الشركاء من قضية الصحراء، وحديث بونس عن وجود توازن في العلاقات مع الجارين يحب ألا يكون على حساب قضية المغاربة الأولى”.

وأورد المتحدث عينه أن “هذا التوازن يمكن أن يتم في حالة واحدة، وهي الاستمرار في الاعتراف بمخطط الحكم الذاتي”، قبل أن يستدرك أن “ذلك مستحيل أمام أي حكومة إسبانية مقبلة في ظل تعنت جزائري”.

“منطق التوازن الذي يتحدث عنه الحزب الشعبي يجب ألا يكون صيغة فرنسية جديدة”، خلص الخبير في العلاقات الدولية”، مبينا في الوقت عينه أن “موقف المملكة المغربية فيما يخص شراكتها الخارجية واضح، إذ تبقى قضية الصحراء خطا أحمر”.

دعاية انتخابية

في السياق عينه سجل محمد العمراني بوخبزة، الخبير في العلاقات الدولية والمهتم بالشأن الإسباني، أن “حديث بونس مجرد خطاب انتخابي، لا يمكن أن يتحقق في الواقع”.

وأضاف العمراني بوخبزة، في تصريح لالفرشة تيفي، أن “قرار إسبانيا بالاعتراف بمخطط الحكم الذاتي المغربي ليس مرتبطا بحكومة سانشيز أو غيرها، بل هو قرار سيادي لإسبانيا كاملة”.

“يمكننا سماع الكثير من الوعود خلال فترة الانتخابات الحالية، لكن عند الجلوس على كرسي السلطة سنرى واقعا أخر”، تابع الخبير في العلاقات الدولية والمهتم بالشأن الإسباني ذاته، لافتا إلى أن “خطاب التوازن في العلاقات بين المغرب والجزائر كلاسيكي، ولا يمكن سماعه من قيادي بحزب ما”.

وشدد المتحدث سالف الذكر على أن “حكومة سانشيز نجحت في الأصل في إقرار التوازن في العلاقات بين الرباط والجزائر”، معتبرا أنها “سعت جاهدة إلى وضع يد ممدودة إلى النظام الجزائري، ولا تزال تنهج السياسة نفسها في الوقت الحالي؛ ليبقى الخلل في قصر المرادية، وليس الرباط ومدريد”.

أحدث أقدم