في تدريب ميداني يحاكي “عمليات واقعية للقفز المظلي والإنزال الجوي”، شاركت فيه طائرات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية، كانت سماء مدينة بن جرير، السبت 10 يونيو الجاري، على موعد مع 9 طلَعات جوية تخللتها قفزات بالمظلات مع تحليق أسراب جوية لقوات “الأسد الإفريقي 2023″، غطّت سماء المنطقة لساعات.
وفق معطيات توفرت لجريدة الفرشة تيفي الإلكترونية، شارك ما يقرب من 240 جنديا مغربيا وأمريكيا بشكل مشترك ومتزامن، ينتمون إلى “اللواء الثاني للمشاة المظليين” للقوات الجوية الملكية المغربية ونظيرتها من سرب المظليين التابع لـ”SETAF” قوة عمل جنوب أوروبا، وإفريقيا” للجيش الأمريكي.
التداريب، التي أجريت على منطقة شاسعة غير بعيد عن القاعدة الجوية السادسة نواحي بن جرير، تأتي تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، التي أعطت منذ الاثنين الماضي الإطلاق الرسمي لأضخم مناورات عسكرية مشتركة بالقارة الإفريقية تستمر في 7 مناطق مغربية إلى غاية يوم 16 يونيو.
الرائد محمد القويطي، عن فريق اللواء الثاني للمشاة المظليين، أفاد بأنه “في إطار أنشطة الأسد الإفريقي 2023، يأتي تنفيذ مظليّي القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية لعملية مشتركة محمولة جوّاً في منطقة الإنزال الواقعة بضاحية بن جرير”.
وتابع مصرحاً لـ الفرشة تيفي: “تم التخطيط لهذه العملية بهدف تعزيز قابلية التشغيل البَيْني والتعاون بين المظليين من كلا البلديْن؛ بالإضافة إلى تطوير قدرتهم على العمل بشكل تكاملي لتحقيق الأهداف المشتركة”.
إنزال جماعي وتمرين تكتيكي
بدأ هذا التمرين، وفق ما عاينته الفرشة تيفي، بـ”عملية إنزال العتاد العسكري” المستخدم في العملية، كما “نَفذت وحدات المظليين التابعة للقوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية إنزالاً جماعياً بالمظلات مرفقاً بتمرین تكتيكي”؛ وهو ما أكده الرائد محمد القويطي، مورداً أنها “دلالة واضحة على قدرة تنفيذ مناورات متنوعة في إطار مندمج بين طائرات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية الجوية ونظيراتها الأمريكية”.
من جهته، أكد المقدم محمد أنوار المنيني، نائب قائد مركز الوحدات المحمولة جواً، أن نسخة 2023 من مناورات “الأسد الإفريقي” تعرف مشاركة اللواء الأول للمشاة المظليين بتجريدَتَيْن مُكوَّنتيْن تباعاً من سرية خفيفة للمظليين ومجموعة للدعم التقني تابعة لمركز التدريب للوحدات المحمولة جوّاً”، مشيرا إلى أن “المناط بها مهمة تقديم الدعم اللوجيستيكي الخاص وكذا الإشراف الكلي على عمليات الإنزال الجوي المقررة في جدول تداريب هذه الدورة الـ19”.
“يتمثل الدعم اللوجيستيكي والتقني المناط بهذه التشكيلة في تزويد جنود القوات المسلحة الملكية المظليّين من المُعدّات الخاصة بالقفز، مع تأطير ومراقبة عمليات إنزال الجنود والمعدات، في تنسيق تام مع وحدات القوات الملكية الجوية”، يورد المسؤول العسكري المغربي ذاته.
أطباء يواكبون المظليين
يعد تمرين “القفز المظلي” للجنود المشاة المتخصصين في هذا النوع من العمليات المحمولة جواً من أصعب التمارين العسكرية الميدانية التي تستدعي تنسيقاً مع وحدات صحية متخصصة في مواكبة المصابين وتقديم العلاجات والإسعافات الأولية لهم بعين المكان.
في هذا الإطار، تعزز التمرين بحضور فريق طبي–جراحي أمريكي بقيادة الملازم الأول دافيد بولد، الذي عبّر عن سعادته بتمتين روابط التعاون والتنسيق المشترك بين فرق طبية مغربية وأمريكية في تداريب القفز بالمظلات والإنزال الجوي، التي وصفها بـ”الناجحة التي شهدت تبادل خبرات وممارسات فضلى مع شركائنا المغاربة”.
بينما أكدت الطبيبة الملازم الأول، كاميليا بقراوي، عن اللواء الثاني للمظليين المغاربة أن “إنشاء وحدة طبية مكلفة بالإسعافات الأولية والقيام بالاستشارات الطبية خلال أطوار هذا التمرين مكنَّنا من تبادل التجارب والخبرات مع الفرق الطبية والجراحية الأمريكية”، منوهة بأنه “سَمَحَ للجانب المغربي بتحسين مكتسباته ومهاراته في إطار الطب العمليّاتي”.
تمرين متعدد المكونات
في سياق متصل، لم يفوّت المقدّم جون ستاهيلي، قائد سرب المظليين ضمن “قوة عمل جنوب أوروبا، إفريقيا” (SETAF) التابعة للجيش الأمريكي، فرصة حضوره ومشاركته في تمرين المظليين والإنزال الجوي للتذكير بـ”علاقات صداقة قوية وعميقة تربط الرباط بواشنطن”.
“اليوم، حضرتُم لتمرين ميداني جوي بين فرق مظليين مغاربة ونظرائهم من الفيلق 173 عن الجيش الأمريكي الذي يظل ملتزماً بالحفاظ على علاقات عسكرية قوية مع حلفائنا وشركائنا؛ وفي مقدمتهم المغرب”، شدد المسؤول العسكري الأمريكي نفسه، متحدثا لالفرشة تيفي، قبل أن يلفت إلى أن “تمرين بن جرير شمِلَ مكونات متعددة بين قوات الجو والمشاة والجوانب التقنية”.
مناورات هذه السنة “مناسبة فريدة وإضافية”، حسب الجانب المغربي، من أجل تبادل الخبرات مع باقي مكونات الجيوش الصديقة المشارِكة في تمارين “الأسد الإفريقي” التي كرست ذاتها كموعد سنوي لتوطيد التعاون العسكري المغربي الأمريكي منذ نحو عقدين من الزمن.