تشهد الولايات الجزائرية الجنوبية “تضاربا” في الأنباء، بعد إعلان ما يسمى بـ”حركة تحرير جنوب الجزائر” عن “مقتل 16 جنديا جزائريا، وأسر عدد منهم، وسط صمت مطبق من السلطات الجزائرية”.
وحسب مصادر متطابقة والموقع الرسمي للحركة عبر “تويتر”، فإن “الأسبوع المنصرم عرف هجوما لمقاتلي حركة تحرير جنوب الجزائر على المنطقة الرابعة للجيش الجزائري التي تحدها الأراضي المالية”.
المصادر ذاتها، التي تبقى “غير مؤكدة”، بينت أن “الهجوم أسفر عن مقتل 16 جنديا جزائريا؛ فيما تم أسر عدد مهم من أفراد الجيش الجزائري، الأخير الذي بدأ سلسلة مفاوضات من أجل الإفراج عنهم”.
الحركة، التي تنادي بتحرير جنوب الجزائر، تتشكل غالبيتها من جماعة الطوارق الأمازيغية، والتي “ورثت عداء كبيرا للاستعمار الفرنسي”، إذ تنادي بـ”استقلال أرضي الجنوب الجزائري” التي تبدأ من مدن تندوف وأولف، وعين صالح ثم عين أمناس وتنتهي على تخوم الحدود مع مالي والنيجر وموريتانيا”.
وجاء انعقاد مجلس الأمن الأعلى الجزائري الأسبوع المنصرم تزامنا مع إعلان الحركة عن تنفيذ عملياتها، ليزيد من “الشكوك” حول خطورة الوضع بالجنوب الجزائري.
محمد الغواطي، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، قال إن “الهجوم يشكل تهديدا صريحا ومباشرا للأمن الإقليمي بمنطقة الساحل”.
وأضاف الغواطي، في حديث لالفرشة تيفي، أن “الحادث يبين أمام النظام الجزائري خطورة الأنظمة المسلحة، والتي تهدد سيرورة الأمن العام”، معتبرا أن “الأمر مشابه لجبهة البوليساريو التي تهدد الأمن القومي للمغاربة”.
وتابع المتحدث عينه أن “دعم الجماعات الانفصالية الذي يكون من قبل الدول يكون في الغالب مردودا عليها؛ وهو الأمر الذي يحصل مع الجزائر التي تدعم البوليساريو بالسلاح، فوجدت جماعة أزواد تهاجم أفراد جيشها”.
من جانبه، قال هشام عبود، الضابط السابق بالجيش الجزائري، إنه “شخصيا تابع عملية ترسيم الحدود الجنوبية للجزائر، وخبر شؤون الطوارق بالمنطقة الذين لا يشعرون على الإطلاق بأي قمع تجاه ثقافتهم، ولا يطالبون بأي شكل من أشكال الانفصال”.
وأضاف عبود، في تصريح لالفرشة تيفي، أن “تحركات الأزواد الذين يطالبون بالانفصال كانت بالأساس بتحريك من القذافي، وبقيت مطالبهم محصورة في مالي”.
واستغرب المتحدث عينه من “أخبار مقتل جنود جزائريين”، معتبرا أنها “غير ممكنة، ولا يمكن أن تحدث على الأراضي الجزائرية، كما أن حركة تحرير جنوب الجزائر تبقى غير موجودة على أرض الواقع”.
وتابع الضابط السابق بالجيش الجزائري أن “الأخير هو من يخلق ويدعم الجماعات الإرهابية، وليس هو من يتلقى الضربات منها”.
وشدد المتحدث عينه على أن “إعلان الحركة عن مقتل جنود جزائريين غير صحيح، ويقابل ما افتراه النظام الجزائري من وجود اجتماع مغربي إسرائيلي فرنسي لضرب استقرار البلاد”.