أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة تقريرا بعنوان “الديموغرافيا الشبابية: عشرة اتجاهات تشكل الرأي العام في السودان”، أوضح أنه “تقرير غير دوري، يرصد ويحلل أبرز المؤشرات وقواعد البيانات واستطلاعات الرأي العالمية والإقليمية”.
وانطلاقا من المثل الإفريقي الشائع “عندما تتصارع الأفيال، يُداس العشب تحت أقدامها”، قال مصطفى ربيع، رئيس برنامج المؤشرات وتحليل البيانات بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، إن “الخاسر الأكبر في حرب الأطراف الفاعلة الكبرى التي تمتلك السلاح هو الشعب الذي يُصاب بالأذى”.
وأشار مصطفى ربيع إلى أن ما ذُكر ينطبق تماما على الحالة السودانية بعد أن تحطمت آمال الانتقال السلمي إلى الديمقراطية في وقت مبكر من يوم السبت 15 أبريل المنصرم، عندما تم الاحتكام إلى لغة السلاح للسيطرة على زمام الأمور في الخرطوم.
وأكد رئيس برنامج المؤشرات وتحليل البيانات، في مقدمة التقرير الذي نشره مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أن “السودان الذي يعيش فيه أكثر من 48 مليون شخص، نصفهم تحت سن الـ18، يمر بمرحلة فارقة من تاريخه”، موردا أن “هذه الملايين من الأطفال والشباب السوداني كانت تأمل في التحول لغد أفضل والانتقال إلى تحقيق التنمية المستدامة”.
وأوضح ربيع أن “هذا التقرير يسعى إلى التعرف إلى اتجاهات الرأي العام السوداني نحو العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف محاولة فهم موقف وآراء السودانيين في ظل كل هذه التحديات”، مضيفا أن “التقرير يعتمد بشكل رئيسي على التحليل الإحصائي لأبرز المسوح الميدانية الحديثة التي تم إجراؤها في السودان مثل الباروميتر العربي-الدورة السابعة (2022)، والباروميتر الإفريقي-الدورة الثامنة (2022)”.
وتطرق التقرير إلى عشرة اتجاهات تشكل الرأي العام في السودان، حددها في “الرغبة في إحداث إصلاحات في النظام الحالي”، و”رفض أنظمة الحكم غير الديمقراطية”، و”تراجع الثقة في معظم المؤسسات”، و”عدم الرضا عن أداء كل من رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع”، و”عدم الرضا عن الأداء الحكومي”، و”انتشار الفساد في مؤسسات الدولة”، و”عدم الاهتمام بالسياسة”، و”تدني الوضع الاقتصادي واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء”، و”ما يقرب من نصف السودانيين يرغب بالهجرة”، و”التلفاز والراديو ما زالا الوسيلتين الأكثر أهمية لمتابعة الأخبار العاجلة”.
وأكد التقرير أن “غالبية السودانيين يرفضون أنظمة الحكم غير الديمقراطية، إذ إن حوالي 73.9% من السودانيين المشاركين في المسح يرفضون حكم الحزب الواحد، وما يقرب من 71.1% يرفضون حكم الرجل الواحد. وعلى الجانب الآخر، كان أكثر من نصف السودانيين (54.9%) يرفضون الحكم الإسلامي، والنسبة نفسها تقريبا ترفض الحكم العسكري.
وأشارت نتائج المسح إلى وجود “انتشار واسع للفساد في السودان، فغالبية السـودانيين يـرون أن الفساد موجود في مؤسسات الدولة وأجهزتها الوطنية بنسبة 88%. وعلاوة على ذلك، يشعر الرأي العام السوداني بأن الحكومة لا تفعل شيئا حيال محاربة الفساد”.