اليزمي: المغرب يتقدم في تكنولوجيا البطاريات

اليزمي: المغرب يتقدم في تكنولوجيا البطاريات

إحياء لـ”يوم الصداقة والتواصل”، نظمت جمعية قدماء ثانوية مولاي إدريس بفاس، السبت، حفل تكريم لاثنين من أبرز قدماء تلاميذ المؤسسة المذكورة التي تعد أعرق ثانوية إسلامية بالمغرب، ويتعلق الأمر بالبروفيسور رشيد اليزمي، مخترع بطارية الليثيوم، والراحل محمد الزغاري، أحد الموقعين على وثيقة الاستقلال وواحد من بين رجالات الدولة الكبار بعد الاستقلال.

عرفت هذه المناسبة الاستثنائية حضور عدد من قدماء تلاميذ ثانوية مولاي إدريس، وتم خلالها، فضلا عن الوقوف عند المسيرة العلمية المميزة للعالم رشيد اليزمي، استحضار الذاكرة الحافلة لمحمد الزغاري في النضال ضد المستعمر ومحطات تقلده مناصب حكومية وإدارية عليا في عهد الراحلين السلطان محمد الخامس والملك الحسن الثاني.

وتميزت هذه المناسبة بتقديم البروفيسور رشيد اليزمي مداخلة تحت عنوان “من مولاي إدريس إلى الأكاديمية الأمريكية للهندسة.. مغامرة علمية وإنسانية”، استحضر خلالها تجربته في الدراسة بثانوية مولاي إدريس ومسيرته الدراسية العليا في تخصص الكيمياء خارج المغرب، وذلك قبل أن يستعرض إنجازاته العلمية التي توجت بعدد من الاختراعات، أبرزها بطارية الليثيوم والشاحن السريع غير المسبوق للسيارات الكهربائية.

وفي تصريح لالفرشة تيفي، قال رشيد اليزمي، الذي أعادته المناسبة المذكورة إلى مقعد دراسته بثانوية مولاي إدريس بفاس بعد مرور 52 سنة، إنه حصل بهذه المؤسسة على شهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات سنة 1971، مشيرا إلى أنه تأثر كثيرا وهو يلتقي بزملاء له درسوا رفقته بهذه المؤسسة وبآخرين مروا منها قبله أو بعده.

وأضاف اليزمي، متحدثا عن تكنولوجيا البطاريات، أن المغرب يتقدم شيئا فشيئا في هذا المجال من خلال إقامة مشروع ضخم لصناعة بطاريات الليثيوم، لافتا إلى أن اهتمام المغرب بهذا القطاع ينسجم مع اختياراته المتمثلة في الانتقال إلى استعمال الطاقات المتجددة والاستثمار في إنتاج السيارات الكهربائية.

وشدد اليزمي على أن المغرب يجب أن يكون رائدا في إنتاج بطاريات الليثيوم المستعملة في السيارات الكهربائية؛ نظرا لتوفره على كفاءات عالية من مهندسين وتقنيين، فضلا عن غناه بموارد الطاقات المتجددة، وتوفره على الثروة المعدنية التي تحتاجها هذه الصناعة، مردفا أن “كل شيء متوفر، يجب فقط أن تحضر الإرادة”.

من جانبه، قال نجيب الزروالي الواريتي، رئيس جمعية قدماء ثانوية مولاي إدريس، في حديث لالفرشة تيفي، إن ثانوية مولاي إدريس تعد أول ثانوية إسلامية يتم إحداثها بالمغرب من قبل المستعمر الفرنسي، وكان ذلك سنة 1914، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك كان تكوين أطر عليا لتدبير الشأن العام وتسخيرها من قبل المستعمر لتحقيق أغراض سياسية.

وأردف الزروالي الواريتي، الوزير والسفير السابق، أن ما حصل عكس ما خطط له المستعمر، حيث تخرج من ثانوية مولاي إدريس جيل من المناضلين من أجل الاستقلال، مشيرا إلى أن 11 من أعضاء مكتب جمعية قدماء مولاي إدريس، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1921، كانوا من بين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، “وهو ما دفع المستعمر إلى حظر الجمعية ومصادرة ممتلكاتها، وذلك قبل أن تعود لطبيعة عملها سنة 1956 في عهد المغفور له الملك محمد الخامس”.

وتابع نجيب الزروالي الواريتي بأن جمعية قدماء ثانوية مولاي إدريس ظلت وفية لمبادئها التي ترتكز على الوفاء للعرش، والقيم والحضارة المغربية، فضلا عن الوفاء لثانوية مولاي إدريس وطلبتها، مبرزا أن مناسبة إحياء “يوم الصداقة والتواصل” لهذه السنة شكلت فرصة لاستحضار محطات من تاريخ يمتد لأكثر من 100 سنة لمؤسسة عريقة، وذلك منذ نشأتها مع المناضل الراحل محمد الزغاري إلى اليوم مع العالم المعاصر والبارز رشيد اليزمي.

يذكر أن إحياء “يوم الصداقة والتواصل” لجمعية قدماء ثانوية مولاي إدريس بفاس تميز بتقديم النسخة العربية لمؤلف مسرحية “طرطوف” للكاتب المسرحي العالمي موليير، التي قام بترجمتها إلى اللغة العربية المهدي المنيعي، رئيس جمعية قدماء مولاي إدريس سنة 1927.

أحدث أقدم