لقاء في طنجة يحتفي بمنجز العلامة سكيرج

لقاء في طنجة يحتفي بمنجز العلامة سكيرج

نظمت “جمعية طنجة بين الأمس واليوم”، بقاعة الندوات التابعة للمديرية الجهوية للثقافة بطنجة، لقاء ثقافيا بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين والغيورين على مدينة طنجة.

احتفى اللقاء بكتاب العلامة محمد بن العياشي سكيرج المعنون “رياض البهجة في أخبار طنجة” الذي تناول تاريخ مدينة طنجة، والذي ظل مركونا لزمن طويل في رفوف الخزانات، إلى أن قام بتحقيق جزئه الأول الدكتور محمد كنون الحسني، تلاه الجزء الثاني-وهو الكتاب المحتفى به-الذي كثفت الدكتورة الباحثة نبوية العشاب جهودها من أجل تخريجه وتحقيقه.

الدكتورة جليلة الخليع حددت الأهداف الرئيسية من تأسيس “جمعية طنجة بين الأمس واليوم”، والتي تتلخص في النبش والتنقيب عن تاريخ وتراث طنجة ومحاولة إحيائه وإبرازه. وقد حرصت الجمعية منذ تأسيسها على أن تكون طنجة نصب عينيها، وأن تجعل لقاءاتها وأنشطتها وخرجاتها وإصداراتها تدور في فلكها.

من جهته أشاد الدكتور عبد اللطيف شهبون  في مداخلة له بالمناسبة بجهود الدكتورة نبوية العشاب في تحقيق الجزء الثاني من “رياض البهجة في أخبار طنجة”، حيث أثنى على الكتاب في شموليته باعتبار صاحبه عالما موسوعيا أثرى الخزانة المغربية بالعديد من المؤلفات، مازال الكثير منها بين دفتي المخطوط، كما ركز على الغنى الصوفي الموجود بين دفتي هذا الجزء بالخصوص مستشهدا بأقوال المؤلف سيدي محمد بن العياشي سكيرج.

أما المداخلة الثانية فكانت للدكتور المؤرخ عبد الحفيظ حمان، وضح فيها مقاصد العلامة سيدي محمد بن العياشي سكيرج من تأليفه لـ”رياض البهجة في أخبار طنجة”، وقدم قراءة نقدية عميقة فاحصة لمحتوى الكتاب باعتباره مخالفا لبنية كتب التاريخ في تلك المرحلة، ومنها أن صاحبه لم يعتمد في تأليفه على مصادر أجنبية على غرار معاصره الأستاذ داود صاحب التأليف العظيم “تاريخ تطوان”، وطرح بعض الفرضيات التي جعلته يعزف على النهل من المصادر الأجنبية والارتكاز عليها مادام الأمر يتعلق بالتاريخ. وأكد أن كتاب “رياض البهجة” يعتبر ذخيرة علمية تراثية غنية بالمعلومات حول طنجة القديمة والحديثة، يستقي منها الباحث كل ما يهمه وينفعه من تاريخ مدينة طنجة.

ولأسباب صرف مهنية تغيب الأستاذ الباحث أسامة الزكاري عن الندوة، وقدمت ورقته مسيرة اللقاء الأستاذة جليلة الخليع، وجاء فيها أن تحقيق الجزء الثاني من “رياض البهجة في أخبار طنجة” وإخراجه في هذه الحلة العلمية الرفيعة يشكل إضافة نوعية لمجال التراكم العلمي المرتبط بتاريخ مدينة طنجة المعاصر.

كما أشاد الزكاري في كلمته بجهود الدكتورة نبوية في التحقيق وإدراج الملاحق التفصيلية، واعتبر أن صدور هذا العمل يشكل كتابة ثانية للتأليف الأصلي واستنطاقا رصينا لخبايا المتن الأصلي للكتاب.

الدكتورة نبوية العشاب تحدثت في مداخلة لها عن مسيرتها العلمية التي خولت لها التطرق لشخصية سيدي محمد بن العياشي سكيرج من خلال حياته وآثاره كبحث لنيل الإجازة، ثم تلتها الخطوة الثانية حيث كان الجزء الثاني من “رياض البهجة في أخبار طنجة” موضوعا لنيل شهادة الماستر. ثم تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في التحقيق، كما قامت بتقديم مفصل للكتاب ليفتح شهية القراء للاطلاع عليه.

وشهد النشاط فتح باب المناقشة وطرح الأسئلة من طرف الحضور الوازن على المحاضرين، التي أثرت اللقاء وأبانت عن جدية المداخلات وعكست أهمية مضمون الكتاب وجلال قيمة صاحبه.

أحدث أقدم