مهرجان تضامني مع سوريا يجمع فاعلين سياسيين من المغرب والمنطقة العربية

مهرجان تضامني مع سوريا يجمع فاعلين سياسيين من المغرب والمنطقة العربية

مواقف مغربية ومشرقية تدعم “رفع الحصار عن سوريا” حضرت في مهرجان خطابي رقمي ضم فاعلين سياسيين ونقابيين من عدد من دول المنطقة المغاربية والعربية.

وقالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن هذه “مبادرة هامة لكسر الحصار على الشعب السوري الشقيق، بعدما خفتت حملات مناهضة الحروب وتراجع التضامن مع القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في قلب العالم العربي والمغاربي والإسلامي، بعد أزمة كورونا وتداعيات حرب أوكرانيا، واتساع دائرة الفقر، وغنى الأغنياء، والسلطوية، والغطرسة الإمبريالية الأمريكية والحصار الاقتصادي”.

وأضافت منيب: “العالم يدار بالفوضى الخلاقة الهدامة حقيقة، بتأجيج الصراعات والنعرات الإثنية، التي لم تستثن بلدا من البلدان العربية والمغاربية، مثل ليبيا والعراق وسوريا ولبنان. وسرعان ما انقلب الربيع العربي إلى خريف، بضرب المكتسبات والحريات وتمادي القمع والمقاربة الأمنية القمعية كجواب واحد وأوحد على المطالب الشعبية المشروعة، وانتفاضة الشعوب المقهورة”، مردفة بأن “أمامنا عالما يتشكل يجب أن نجد فيه موقعا لنصون كرامة شعوبنا وسيادة أوطاننا”، وهو ما يبرر دعم “مطالب كسر الحصار على سوريا”.

علي بوطوالة، نائب الأمين العام لفدرالية اليسار الديمقراطي، ذكر بدوره أن “هناك توجها عاما للشعب المغربي الذي نظم مسيرات مليونية لدعم العراق وفلسطين وكل القضايا العربية العادلة”، وواصل: “سبق للفيدرالية أن تموقعت مبكرا في سياق دعم الشعب السوري، منذ انكشاف خيوط المؤامرة الدولية الكبرى على سوريا الشقيقة، منذ سنة 2011، التي دبرها المحور الصهيوني الأمريكي طيلة أكثر من عقد من الزمن، وهي مؤامرة صمد فيها الشعب السوري صمودا أسطوريا أذهل العالم”.

مصطفى المعتصم، أمين عام حزب البديل الحضاري، قال إن سوريا دارت على أرضها “حرب عالمية كان الهدف الإستراتيجي منها تفتيتها، وإخراجها من معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني؛ فالغرب والساسة الإسرائيليون يعرفون أن بقاء هذا الكيان الهجين، ولعبه دورا محوريا في الشرق الأوسط، رهين بضعف الدول المحيطة به”.

ثم استرسل المعتصم مدافعا عن فكرة مفادها أن “الطبيعي أن تلعب إسرائيل والاستعمار على كل تناقضات الساحة العربية والإسلامية لتمرير مخططاتهما، لكن ما هو غير طبيعي أن نستمر في تعميق تناقضانا وخلافاتنا البينية، ونعجز عن الاتفاقات والتوافقات التاريخية بين مختلف الحساسيات الإيديولوجية والعرقية والمذهبية في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ أمتنا”.

عبد الحفيظ السريتي، عن الحملة الشعبية المغربية لدعم الشعب السوري، وصف اللقاء بـ”المهرجان التضامني مع سوريا، التي وقفت كالجبل الأشم في وجه العدوان الذي استهدف انحيازها لقضايا الأمة المصيرية، وعلى رأسها قضية فلسطين، مردفا: “لقد خاب مسعى قوى الإجرام التي حاولت عبثا تدمير سوريا كقوة منيعة، وكسد عال أمام الغزاة الجدد (…) مستمرون في نضالنا وكفاحنا لكسر الحصار الجائر على سوريا العروبة والعزة والكرامة، ولا نخفي أن هذا الصمود أحيى آمالنا في التحرر والانعتاق من قبضة القوى الاستعمارية، وبث في نفوسنا قوة ويقينا على هزم مشاريع التكسير والتدمير التي يدافع عنها التحالف الصهيوأمريكي”.

وأضاف المتحدث ذاته: “نشهد اليوم تصدع الهيمنة الأمريكية، وها هي اليوم بركات صمود سوريا تظهر جلية في عودة العديد من الدول إلى حضنها العربي، والشروع في الابتعاد عن المخططات الأمريكية الإجرامية، والزج بالمنطقة في الحروب والاقتتال”.

محمد الغفري، منسق الحملة الشعبية من أجل دعم الشعب السوري، ذكّر بالخطوات السابقة المحتجة على الحصار على سوريا والمدينة لـ”قانون قيصر”؛ لأن هناك “عدوانا مفروضا على سوريا، من بين أهدافه عزلها عن محيطها بالزج بمليشيات إرهابية في ترابها، وإنهاك الجيش السوري مثلما أنهك الجيش العراقي، والمصري في سيناء، واليمني، والسوداني اليوم، وتهديد الأقطار بالتشتيت والتقسيم والتفتيت”، وهو ما ترافقه اليوم حملات “من أجل إسقاط الحصار، ووحدة سوريا، وعودتها إلى محيطها الطبيعي”.

محمد أحمد البشير، عن “الحملة الدولية لرفع الحصار”، قال إنها “حملة تحاول أن تتواصل مع كل القوى والفعاليات، لتعرية ما يقوم به الغرب، طبعا بقيادة أمريكا، خدمة للحركة الصهيونية، وإسرائيل التي هي كيان تديره عصابات، استمرارا لمعركة منذ مائة عام”، وزاد: “نقف إلى جانب سوريا استمرارا لوقوفنا إلى جانب يوسف العظمة الذي تصدى لهذا المشروع الاستعماري الذي أراد تفتيت الوطن العربي، وتفتيت الأمة؛ في سبيل تحقيق مصالح الشركات الغربية واستغلال التجزئة والنفط”.

وحيّى المتحدث “الجيش العربي السوري الذي استكمل هذه المقاومة”، واستحضر “شعبنا العربي في فلسطين، ومقاومتنا في العراق، وفي لبنان، والمناضلين المؤمنين بخط عبد الناصر، وكل الذين يجدون أن الأمة تحمل مشروعا حقيقيا ليس لذاتها فقط، بل للإنسانية جمعاء”، ضد “الغطرسة التي تفرض على العالم أجندتها الخاصة (…) بنفقات التسليح التي تبلغ أكثر من تريليونين من الدولارات، وهو مبلغ يمكن أن يحد من وجود أي جائع”.

معن بشور، الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، ذكر أنه “رغم انفراجات اليوم، والزيارات إلى دمشق من عواصم عربية”، إلا أن “المعركة ما تزال طويلة، فالضغوط الأمريكية مستمرة لمنع إلغاء القرار غير الميثاقي بإلغاء عضوية سوريا في جامعة الدول العربية”، وهو ما يتطلب “ضغطا شعبيا”.

ويرى المتدخل أن “كل حديث عن كسر الحصار في سوريا يرافقه حديث دعم المقاومة الفلسطينية”؛ لأنه “كلما ضعف الكيان الصهيوني كلما اقتربنا من فك الحصار عن سوريا والأمة العربية والعالم، في أمريكا اللاتينية وروسيا والصين، وكل من أبدى استعدادا للانفلات من الكابوس”.

جمال براجع، الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي، وصف المهرجان التضامني بالهام، للتعبير عن “مجهودات نضالية من أجل دعم الشعب السوري على كافة الواجهات”، و”التنديد بقوة بسياسة الكيل بمكيالين للدول الإمبريالية بشأن تقديم المساعدات الإنسانية بعد زلزال سوريا وتركيا، التي استُثني منها الشعب السوري بطبيعة انتقامية عبرت فعلا عن الطبيعة الإجرامية العنصرية للإمبريالية، خاصة الأمريكية، ومستوى الانحطاط السياسي البغيض، مع قضايا حقوق الإنسان والشعوب ومآسيها الإنسانية”.

هذا أدى إلى “تعميق مأساة الشعب السوري، ووفاة الآلاف تحت الأنقاض، بسبب ‘قانون قيصر’ الاستعماري، وتواطؤ الأنظمة العربية الرجعية”، وفق براجع، الذي أضاف أن “الحصار على الشعب السوري جائر، ومن المفروض أن يفرض على الكيان الصهيوني، الكيان الغاشم العنصري الاستعماري، الذي يمارس حرب إبادة وتقتيل وتهجير وتجويع للشعب الفلسطيني، قصد إخضاعه وإقبار قضيته”.

عثمان باقا، عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، قال إن “ما حصل لسوريا هو نفسه ما حصل لليبيا والعراق واليمن، نتيجة ضعف النظام العربي الرسمي، ونظرا للمرحلة الانتقالية للمنظومة الكونية العالمية (…) فالعديد من الإمبرياليات عبر التاريخ تتوسع، وتُغير من طبيعة الأنظمة”.

وحمل باقا مسؤولية ما تعيشه دول بالمنطقة لـ”خذلان النظام الرسمي العربي، فالعديد من الأنظمة العربية مولت الحرب ضد العراق وسوريا واليمن”؛ ثم استرسل مؤكدا أن “أحسن دفاع عن الشعوب العربية هو إقامة الديمقراطية في وطننا”، وزاد: “من يريد مداواة سوريا والعراق وليبيا عليه التحرك في بلده، مواطنا كان أو تنظيما، بالنضال من أجل تحقيق الديمقراطية في المغرب، وإذا كان سوريا بالنضال من أجل إحقاق الديمقراطية في سوريا، وإذا كان مصريا بالنضال من أجل إحقاق الديمقراطية في مصر؛ لأن الديمقراطية الحقيقية بكل أشكالها، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، هي السبيل الحقيقي للدفاع عن الشعوب والمستضعفين”.

أحدث أقدم