قال السفير اللبناني بالمملكة، زياد عطا الله، إن العلاقات بين الدولة اللبنانية والمملكة المغربية “علاقات تاريخية وعميقة وأصيلة؛ كما أنها واعدة”، مؤكدا أن العلاقة بين الدولتين والشعبين تتجاوز البعدين الدبلوماسي والسياسي لتشمل أبعادا أخرى.
الدبلوماسي اللبناني ذاته أضاف في محاضرة ألقاها أمس الأربعاء، بمقر جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة بالرباط،، أن “لبنان موجود في قلب العائلة الملكية بالمغرب، من خلال علاقة الدم والمصاهرة، ممثلة في زوجة الأمير الراحل مولاي عبد الله، عم الملك محمد السادس، لمياء بنت رياض، التي تنتمي إلى عائلة الصلح اللبنانية المشهورة”.
وعن تاريخية العلاقات بين البلدين، أشار السفير في محاضرته التي حملت عنوان “العلاقات المغربية التاريخية والواعدة” إلى أن “السلم في لبنان كان بنكهة مغربية”، إذ “لعبت المملكة دورا كبيرا في اتفاق الطائف عام 1975، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، من خلال الملك الراحل الحسن الثاني، صاحب الفضل في إخراج هذا الاتفاق إلى الوجود عبر جهوده في القمم العربية من أجل مساعدة الشعب اللبناني على تخطي محنه”.
جهود واصلها خلفه الملك محمد السادس، يؤكد عطا الله، مذكرا بقيام العاهل المغربي إبان الانفجار الذي هز مرفأ بيروت في العام 2020 بفتح جسر جوي وافتتاح مستشفى ميداني بطاقم طبي مغربي، قرب مكان الانفجار، وهو ما مكن حينها أكثر من 50000 لبناني وأجنبي من التطبيب.
ولفت المحاضر إلى اللقاء الأخير الذي جمع وزير خارجية بلاده بنظيره المغربي، العام الماضي، على هامش أعمال المنتدى العالمي التاسع لتحالف الأمم المتحدة للحضارات بمدينة فاس، حيث اتفق الطرفان على مجموعة من المواضيع، أبرزها “تسهيل إجراءات التأشيرات لدخول اللبنانيين إلى المغرب”.
أما في ما يخص سبل تعزيز العلاقات بين بيروت والرباط فأكد الدبلوماسي ذاته ضرورة إعادة التئام اللجنة العليا المشتركة، التي كان آخر اجتماع لها عام 2001، إضافة إلى تحديث الاتفاقات الثنائية باعتبارها “تعبد الطريق أمام القطاع الخاص والاستثمار في مختلف المجالات”، مؤكدا تجاوب الجانب المغربي لتحديد تواريخ قريبة لاجتماع هذه اللجنة، غير أنه أردف قائلا: “التأخير يعود إلى جانبنا، لأننا لم ننتخب بعد حكومة ولارئيسا”.
وعلى أنغام قصيدة “بحبك يا لبنان يا وطني بحبك” للمطربة فيروز، ألقتها إحدى الحاضرات، اختتمت أشغال اللقاء بتسليم عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، تذكارا للسفير اللبناني، شاكرا الحضور على تفاعلهم الإيجابي مع محاضرته.