حذرت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب من اكتساح العسل المستورد السوق الوطنية بشكل أصبح يُهدد المنتوج المحلي، الذي تأثر في بعض المناطق بالتقلبات المناخية وضعف مياه الري.
وأشارت النقابة ذاتها، في بلاغ صحافي توصلت به الفرشة تيفي، إلى أن “نسبة الإقبال على العسل المحلي خلال شهر رمضان انخفضت جراء اكتساح العسل المستورد (السوق الوطنية) على حساب المنتوج الوطني الذي يكابد من أجل الاستمرار”.
وجدد التنظيم النقابي نفسه المطالبة بـ”حماية المنتج المحلي من العسل من خلال تفعيل آليات تثمينه وحمايته، وإنهاء احتكار البيان الجغرافي للعسل والعلامات المميزة للمنشأ والجودة، خاصة وأن العسل المغربي يُعد من بين أجود أنواع العسل عالميا لما تزخر به البلاد من غطاء نباتي متنوع”.
وكان الإنتاج الوطني من العسل قد تأثر، العام الماضي، بظاهرة انهيار خلايا النحل بنسبة ناهزت 70 في المائة مقارنة بسنة 2021. وخلال العام الجاري، تأثر بالجفاف الذي طبع الموسم الفلاحي الحالي.
وشهدت الأيام القليلة الماضية انطلاق عملية جني عسل الموالح (الحمضيات) بمختلف مناطق المملكة، حيث تم رصد تفاوت واضح في الإنتاج بين المناطق المعروفة عادة بكثرة إنتاجها لهذا النوع من العسل.
وبحسب إفادات النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، عرفت منطقة الغرب إنتاجا تراوح بين المتوسط والجيد، ومنطقة سوس ماسة إنتاجا متوسطا، فيما تم تسجيل نقص كبير في منطقتي بركان وبني ملال نتيجة التقلبات الجوية المسجلة أثناء إزهار أشجار الحمضيات، إضافة إلى الخفض الشديد في مياه الري.
الحسن بنبل، رئيس النقابة، قال إن سعر الكيلوغرام من عسل الحمضيات “سجل هذه السنة ارتفاعا ملحوظا فاقت نسبته 25% مقارنة بسعره المعهود، حيث انطلق سعره هذا الموسم ما بين 50 و62 درهما للكيلوغرام الواحد بالجملة”.
وشدد بنبل، في تصريح لالفرشة تيفي، على “وضع شروط لعملية استيراد العسل من الخارج، حتى لا يتعرض المنتوج المحلي لمنافسة غير شريفة يستغلها الدخلاء على القطاع ويسممون العلاقة بين النحال المحترف والمستهلك”.
ونبه المسؤول النقابي إلى ضرورة “تعديل المادة 10 من المرسوم رقم 2.17.463 الصادر بتاريخ 14/11/2017، التي تسمح بخلط العسل المغربي بالعسل المستورد، وهو ما يعتبر إضرارا بالنحال المغربي وتدليسا على المستهلك”.
ولفت المتحدث إلى أهمية “تنظيم العلاقات بين مختلف المتدخلين والشركاء داخل القطاع بمفهوم المقاربة التشاركية، والضرب بقوة على أيدي المتلاعبين الذين أصبحوا يتقنون أساليب الغش وخلط العسل، وهو ما يمس بسمعة المنتوج المحلي المتميز، ويهدد صحة المواطنين بانتشار العسل المغشوش والمخلوط”.