حل الكاتب محمد رفيق ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، في لقاء ثقافي مفتوح مع نزلاء ونزيلات المؤسسة حول عمله الروائي الموسوم بـ”علبة الأقنعة”، في إطار برنامج المقاهي الثقافية في السجون.
وبالمناسبة نوه الكاتب، في بداية اللقاء، بجهود كل الفاعلين والمساهمين في تنظيم أنشطة المقهى الثقافي بهذه المؤسسة، من كتاب وإدارة المؤسسة ونزلائها وباقي الشركاء، واصفا اللقاء بالمبادرة المتميزة التي تعطي قيمة نوعية ورمزية للإبداع الأدبي والفكري عموما، والتي تعد قاعدة أساسية في برامج تأهيل السجناء لإعادة الإدماج.
وتميز اللقاء بمداخلات النزيلات والنزلاء الحاضرين التي شملت جميع مناحي العمل الروائي، بداية بالعوالم السردية للرواية وخصائص البنية السردية المعتمدة، مرورا بطبيعة الحوار الذي أقامه الكاتب عبر فضاءات تخييلية وأمكنة بالمغرب وأوروبا وأمريكا مرورا بالشام والعراق وتركيا.
وتناول العمل الروائي، وفق المداخلات، قضايا اجتماعية تلامس الواقع المعيش من خلال مسار حياة رشيد الشخصية المنطلقة من بلدة ريفية -بني عامر- عاشت مسيرة مليئة بالعقبات وتحولات في الزمان والمكان عبر تقمص أقنعة مختلفة أملا في التخلص من أمراض اجتماعية وتأمين ظروف معيشية قارة.
وفي معرض تفاعله مع ما ورد في تدخلات النزلاء، قال الكاتب: “في الحقيقة أنا جد سعيد لأن النص حقق غايته وحقق المطلوب وهي قراءته”، ومن خلال تلقي النص بمنظور ومقاربات مختلفة، ورؤى نقدية متعددة.
وأضاف الكاتب: “بفضل الحوار وملكة العقل نكتب نصا إبداعيا ونصنفه (رواية، سيرة ذاتية…)، وقد يتطابق مقطع ما في الرواية مع جانب ما من حياة شخصيتنا، وأن النص الذي نتحدث عنه اليوم هو نص يمتاز بشيء اسمه الخيال، ولا يعني هذا أننا ننطلق من خيال مطلق، بل ننطلق من أحداث نعيشها من حيواتنا في علاقتنا بالآخر وبالعالم الخارجي، وهذه الأشياء تشكل حافزا للكتابة”.
وبشأن التدخلات التي توقفت عند عتبة النص، أبرز رفيق أن عتبة النص، من قبيل كثافة الألوان والعنوان، علامة وخطاب موجه إلى القارئ الذي له الحرية في القراءة، كما أن العنوان والتشكيل الكاليغرافي هو عتبة للنص وهو نص مواز للنص يحاول من خلاله الكاتب أن يعطي مجموعة من الإشارات الدالة التي تساعد على قراءة النص ومقاربته، كما جاء في بعض المدخلات “لكل بيت عتبة”، وعتبة النص هي المؤشرات التي تفتح لنا الباب لقراءته، قد تكسر أفق انتظار القارئ وقد تتوافق معه.
جدير بالإشارة أن مؤلف “علبة الأقنعة” كاتب وإعلامي وشاعر، حاصل على شهادة الإجازة في اللغة عربية وآدابها وشهادة الإجازة المهنية في الصحافة المكتوبة وماستر في تخصص المجال والتراث والتنمية الجهوية ودكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية- تكوين التاريخ والتراث الجهوي.