أثار اللقاء الذي جمع قيادات من حزب التقدم والاشتراكية بنظراء لهم في نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أمس الأربعاء، موجة من التساؤلات والتكهنات حول دوافعه، إذ يذهب البعض إلى أن أي تنسيق أو تقارب محتملين بين التنظيمين سيكون على حساب التقارب التقليدي بين “حزب الكتاب” ونقابة الاتحاد المغربي للشغل بقيادة الميلودي موخاريق.
وزاد من حدة هذه التكهنات التوقيت الذي جرى فيه اللقاء، على بعد أيام فقط من تخليد احتفالات اليوم العالمي للعمال، الذي يمكن أن يعرف هذه السنة نزول أعضاء حزب التقدم والاشتراكية للاحتفال رفقة الـ”CDT” عوض الـ”UMT” التي دأبوا على مشاركتها الاحتفالات.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن اللقاء الذي جمع حزبه بقيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل “يدخل في إطار تجاوب النقابة مع المراسلة التي وجهها المكتب السياسي إلى الأحزاب السياسية والنقابات الأساسية من أجل عقد لقاءات لمناقشة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد”.
وأضاف بنعبد الله، في تصريح لجريدة الفرشة تيفي، أن اللقاء المذكور يندرج في هذا السياق، وليست له علاقة بالقراءة المذكورة، مؤكدا أن حزبه “راسل أحزاب المعارضة والنقابات الأساسية لتدارس الوضع القائم، فكانت استجابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في انتظار عقد لقاءات أخرى”.
وأكد أمين عام “التقدم والاشتراكية” أن حزبه تلقى الموافقة من قبل أحزاب المعارضة، وهي الاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والعدالة والتنمية، بخصوص المراسلة التي وجهها إليها؛ فيما يجري الترتيب لعقد هذه اللقاءات بعد عيد الفطر، مبرزا أنها ستكون ثنائية، في وقت لم يشر إلى تحديد أي موعد للقاء نقابة الاتحاد المغربي للشغل.
كما شدد بنعبد الله على أهمية اللقاء الذي جمع حزبه بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، “الذي يدخل في إطار السعي إلى إيجاد صيغ مشتركة للتأثير في ما يحدث من غلاء المعيشة ومعاناة المواطنين”.
ووفق معطيات حصلت عليها الفرشة تيفي فإن الاتحاد المغربي للشغل لم يرد حتى اليوم على مراسلة حزب التقدم والاشتراكية، “إن بالإيجاب أو الرفض”، وهو الأمر الذي يزيد من حدة التكهنات بخصوص خلاف محتمل بين النقابة والحزب.
الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أكد في اتصال هاتفي لجريدة الفرشة تيفي أن نقابته وردت عليها بالفعل رسالة من حزب التقدم والاشتراكية ولم يتم الرد عليها بعد، مردفا: “توصلنا بالرسالة في إطار العلاقات التاريخية التي تربطنا مع هذا الحزب العريق، وسنبرمج لقاء معه ربما في المستقبل”.
وعن أسباب تأخر انعقاد اللقاء بين النقابة والحزب، وما إذا كانت هناك خلافات بينهما، رد موخاريق: “لنا رفاق في الهياكل التنظيمية للنقابة من هذا الحزب العريق الذي نحترمه، وربما الأجندة المزدحمة والإعداد لاحتفالات فاتح ماي والحوار الاجتماعي ما حال دون لقائنا معهم”.
وتعليقا على اللقاء الذي جمع بنعبد الله ورفاقه بقيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وما إذا كان على حساب العلاقة التقليدية التي تجمع الـ”UMT” بـ”PPS” كما رأى البعض، قال النقابي ذاته: “الله يعاونهم. الاتحاد المغربي منظمة نقابية مستقلة عن الأحزاب وستبقى مستقلة؛ وهذا لا يمنع أننا نتقاسم مجموعة من الأفكار معها”.