تتردد على مسامعنا كثيرا كلمة نسك أو مناسك الحج والعمرة فهل نعرف معنى الكلمة ومفهومها لغة واصطلاحا ؟
لنتعرف على أصل كلمة نسك من خلال المعنى اللغوي والاصطلاحي .
مفهوم المناسك لغة واصطلاحا
المناسك لغة: جمع مَنْسِك – بفتح السين وكسرها – من نَسَكَ يَنْسُكُ منسكاً: تعبَّد، قال ابن الأثير رحمه اللَّه: ” فالمناسك جمع مَنْسِك – بفتح السين وكسرها -، وهو المتعبَّد، ويقع على المصدر، والزمان، والمكان، ثم سُمِّيَتْ أمور الحجِ كلّها مناسك.
والمَنْسِك: المذبَحُ، وقد نَسَكَ ينْسُكُ نَسْكاً، إذا ذبح، والنسيكة: الذبيحة، وجمعها: نُسُكٌ.
والنُّسُكُ أيضاً: الطاعة والعبادة، وكل ما تُقُرِّبَ به إلى اللَّه تعالى، والنُّسك: ما أمرت به الشريعة، والورع: ما نهت عنه.
والناسك: العابد، وسُئل ثَعْلَبٌ عن الناسِك ما هو؟ فقال: هو مأخوذٌ من النسيكة، وهي سبيكة الفضة المصفّاة، كأنه صفَّى نفسه لله تعالى ” (1)
قال اللَّه تعالى: { وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا } ( سورة البقرة ، الآية: 128) أي: متعبّداتنا (2).
اقرأ أيضا :
ومناسك الحج : عباداته، وقيل: مواضع العبادات، ومن فعل كذا فعيله نسك: أي دم يريقه (3)
وقال الراغب الأصفهاني رحمه اللَّه: ” النُّسُكُ: العبادةُ، والناسك: العابد، واختصَّ بأعمال الحجِّ، والمناسك: مواقف النُّسُك، وأعمالها، والنسيكة مختصة بالذبيحة، قال اللَّه تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (سورة البقرة ، الآية: 196.)، وقال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} (سورة البقرة ، الآية: 200)، وقال تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} ( سورة الحج ، الآية: 67) ” (4)، وقال اللَّه تعالى: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } ( سورة الحج ، الآية: 34).
وأكثر إطلاق المنسك أو النسك على الذبيحة (5)، قال اللَّه تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ( سورة الأنعام ، الآية: 162).
والمناسك اصطلاحا: العبادات التي تُفعل في الحج أو العمرة عادة (6)
وقيل: المناسك: الأماكن التي تُفعل فيها عبادات الحج عادة (7)
وقيل: المناسك: مواقف النسك وأعمالُها (8)
وقيل: المناسك: مواضع متعبدات الحج، وعلى هذا فالمناسك: المتعبَّدات كلها، وقد غلب إطلاقها على أفعال الحج؛ لكثرة أنواعها (9)