سارعت الجزائر، عبر وزارة خارجيتها، إلى إعلان رفضها تعيين المغربية أمينة سلمان ممثلة دائمة لمنظمة اتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الإفريقي، مؤكدة بذلك، بحسب ملاحظين، تشبثها بمعاكسة المغرب في جميع تحركاته على المستويين الإفريقي والدولي.
ويرى الملاحظون أن إصدار الجزائر بلاغا رسميا ترفض من خلال هذا التعيين، فضلا عن كونه يخفي رغبتها في تغييب أي حضور للمغرب في منظمتي اتحاد المغرب العربي والاتحاد الإفريقي، فإنه يتناقض مع تصريحات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قبل أيام على قناة “الجزيرة”، التي حاول من خلالها تقديم صورة عن “الجزائر الموحدة للشعوب”.
وإلى جانب “عرقلة كل ما هو مغربي”، أكد مصدر مطلع لالفرشة تيفي أن الجزائر “سعت في الواقع إلى تشويه سمعة الطيب البكوش، والتقليل من شأن صلاحياته القانونية كأمين عام لاتحاد المغرب العربي، من خلال حملة سياسية مغرضة لدى رئيس مفوضية اتحاد المغرب العربي والدول الأعضاء في الاتحاد من أجل الحيلولة دون تعيين السيدة سلمان”.
تشويه الاتحاد المغاربي
زهر الدين طيبي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، يصف الخطوة الجزائرية بـ”المناورة الدبلوماسية الهادفة إلى تشويه مؤسسة اتحاد المغرب العربي”، معتبرا أنه على الرغم من أن هذا السلوك يُعد “متهورا”، إلا أنه كان منتظرا بعد تقديم سلمان أوراق اعتمادها إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي، مذكرا بأنه من بين ما يغيض الجزائر، تواجد مقر اتحاد المغرب العربي في المغرب.
وربط طيبي، في حديث لالفرشة تيفي، هذه الخطوة بما وصفها بـ”العقيدة الجزائرية القائمة على كراهية المغرب، وتعليق كل أخطائها على المشجب المغربي ورفض كل ما يمكن أن يكون فيه المغرب حاضرا”، مشددا في الوقت ذاته على أن عملية التعيين تمت بشكل قانوني ووفق النصوص التي تنظم عمل اتحاد المغرب العربي وفي إطار صلاحيات أمينه العام.
أجندة 2063
محمد الغالي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، يرى أن الجزائر وضعت نفسها، عبر بلاغ وزارة خارجيتها الأخير، في موقف المعارض لتفعيل وتنزيل تطلعات أجندة 2063 لتسريع الانتقال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي للقارة الإفريقية.
وأضاف الغالي، ضمن تصريح لالفرشة تيفي، أن هذه الأجندة التي دشنت سنة 2015 وتستمر إلى غاية 2063، يعرف تفعيلها-المقرر على 5 مراحل (10 سنوات لكل مرحلة)-تأخرا كبيرا، موردا: “بدون شك، فإن التجاوب مع هذا التعيين يعد تفاعلا إيجابيا مع تطمح إليه القارة الإفريقية من أجل تحقيق مجتمع إفريقي متكامل ومتطور وأكثر اندماجا”.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن “الجزائر محرجة؛ لأنها لا تساهم بالشكل المطلوب في تحقيق هذا الانتقال والتطور الإيجابي للقارة”.