عاد موضوع إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانشا غونزاليس لايا، إلى واجهة النقاش من جديد، بعدما ظهرت معطيات جديدة تُفيد بأن ذلك كان بطلب من السلطات المغربية كعربون لحسن النية من أجل إخراج العلاقات الدبلوماسية المقطوعة وقتها من النفق الضيق إلى رحاب التوافق.
ووفق ما كشفته صحيفة “إل كونفيدونسيال” الإسبانية، فقد شهد 2 يوليوز 2021، انعقاد اجتماع سري في الرباط بين ريكاردو دييز- هوكليتنر سفير إسبانيا، ونظيرته المغربية في مدريد كريمة بنيعيش، لم يكن في علم عدد من أعضاء السلطة التنفيذية الإسبانية، وانصب حول موضوع حلحلة الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها العلاقات بين المملكتين وتمهيد عودة المياه إلى مجاريها.
وذكرت الفرشة تيفي، نقلا عن تقرير صادر عن مركز المخابرات الوطني في إسبانيا، أن المغرب اشترط على رئيس الحكومة الإسبانية طرد آرانشا غونزاليس لايا لتمهيد الطريق للمصالحة بين البلدين، ما أدى بعد أسبوع فقط من الاجتماع المذكور إلى إقالتها فعلا وتعيين خوسيه مانويل ألباريس خلفا لها.
وبناء على ما سبق، طلب “الكونغرس” الإسباني، صبيحة اليوم الأربعاء من رئيس السلطة التنفيذية، بيدرو سانشيز، توضيحا بشأن هذه المعلومات التي “تمس سيادة مدريد، وهل فصلت الوزير لايا بناء على طلب المغرب؟” على حد تعبير كوكا جامارا رئيسة مجموعة نواب الحزب الشعبي الإسباني، وسانتياغو أباسكال، زعيم الحزب اليميني المتطرف “فوكس” الذي تساءل بدوره ” هل المغرب يقيل ويحدد الوزراء في إسبانيا؟”.
من جانبه، تجاهل سانشيز طيلة الساعة والنصف من تواجده في قلب الكونغرس، الرد على أسئلة واستفسارات النواب البرلمانيين حول هذه النقطة، على الرغم من الزوبعة التي أثيرت حول صمته وتوالي احتجاجات الحاضرين الرافضين صومه عن الكلام حول الشق المرتبط بسيادة إسبانيا وتوضيح حقيقة الأمور التي تُدبر في الظل وحول ما إذا كانت الرباط “تبتزه” بصفة شخصية أو الحكومة ككل..
ولم يتجاهل سانشيز مسألة إقالة لايا لوجدها، بل تجنّب أيضًا الخوض في موضوع التصريحات التي أدلت بها يوم الأحد الماضي في مقابلة مع صحيفة “لا سيكستا” النائبة الثانية لرئيس الحكومة، يولاندا دياز، والتي وصفت فيها المغرب بالبلد الديكتاتوري، مكتفيا بتثمين مستوى العلاقات المغربية الإسبانية، والاتفاقات التي تم توقيعها بين المملكتين في إطار تنزيل “خارطة طريق مشتركة ذات أهداف واضحة، ومرحلة جديدة تبتعد عن الأزمات المتكررة”.
وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانشا غونزاليز لايا، قد أقيلت في 10 يوليوز، من منصبها، عقب تسببها في أزمات دبلوماسية مع كل من المغرب وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية.
و أشعلت غونزاليس لايا فتيل الأزمة مع المغرب، عقب تورطها مع النظام العسكري الجزائري في تهريب زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية،إبراهيم غالي، الى داخل التراب الاسباني بهوية مزورة.
كما تسببت وزيرة الخارجية الإسبانية في زعزعة صورة القضاء الاسباني و تشويه سمعته، محلياً و دولياً، عقب موافقتها بتهريب شخص مطلوب لدى العدالة الاسبانية بتهم القتل و التعذيب و الاغتصاب، وهو ما جعل القضاء الاسباني محط سخرية دولية، بسبب قضية المعرفة بابن بطوش، وتم تعيين مكان الوزيرة المعفية سفير إسبانيا وقتها في فرنسا والأمين العام السابق للشؤون الخارجية، خوسي مانويل ألباريس.