ارتفعت أعداد المهاجرين غير النظاميين في سواحل المغرب الجنوبية بعد تحسن حالة الطقس، حيث تزايد عدد الموقوفين منهم من لدن السلطات المغربية والإسبانية خلال الأسابيع الماضية، على اعتبار أن أنشطة الشبكات الإجرامية المتخصصة في هذا المجال تعود إلى الارتفاع مع ارتفاع درجة الحرارة.
ويتضح هذا الاتجاه التصاعدي من خلال الارتفاع الذي سُجل خلال الأسابيع الماضية في عدد من المناطق الساحلية للمملكة، خاصة الجنوبية، إذ أشارت مجموعة من الصحف الإيبيرية إلى توقيف أعداد مهمة من المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين يتخذون من المغرب بوابة أساسية للهجرة إلى الدول الأوروبية.
ولفظت مياه المحيط الأطلسي على مستوى الشاطئ الأبيض بكلميم، نهاية الأسبوع المنصرم، 11 جثة تعود لمهاجرين لقوا مصرعهم جراء انقلاب قارب للهجرة السرية كان في طريقه نحو جزر الكناري، لينضاف إلى حوادث سابقة حصلت بالشواطئ الجنوبية خلال الأسابيع المنصرمة.
وأشارت المعطيات الإسبانية الرسمية إلى أنه بعد واقعة “سياج مليلية” تراجع تدفق المهاجرين بفضل التعاون الأمني المغربي الإسباني، حيث فضل عدد من “الحراڱة” مغادرة المنطقة والبحث عن فرص أخرى بعيدا عن الجيب المحتل.
وفي بداية السنة الماضية، رصدت الداخلية الإسبانية ارتفاع معدل الهجرة إلى حوالي 73.2 في المائة مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، بعد شهر واحد بلغت هذه الزيادة 34.7 في المائة.
في هذا الصدد، قال محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الانسان، إن “عودة الهجرة غير النظامية بين المغرب وإسبانيا، سواء على مستوى الحدود الشمالية أو الجنوبية، في هذا الوقت بالضبط، مرتبط أساسا بتحسن الأحوال الجوية، وهو الأمر الذي تثبته الإحصائيات السنوية التي تصدرها أكثر من جهة، بينها وزارة الداخلية الإسبانية”.
وأضاف بن عيسى، في تصريح لجريدة الفرشة تيفي الإلكترونية، أن “منحى الهجرة يشهد ارتفاعا ملموسا ابتداء من شهر أبريل إلى غاية شهر شتنبر من كل سنة”، مبرزا أن “بعض العوامل تكون مساعدة على هذه الزيادة المطردة في أعداد المهاجرين غير النظاميين”.
وتابع المتحدث بأن “تشديد المراقبة الأمنية في السواحل الشمالية للمملكة يدفع المهاجرين غير النظاميين إلى التوجه نحو الجنوب، حيث يتزايد معدل شبكات التهجير في هذه الظرفية السنوية”.