المدرسة العتيقة بأزيلال صرح ديني بارز

المدرسة العتيقة بأزيلال صرح ديني بارز

أول ما يسترعي انتباه الزائر للمدرسة العتيقة سيدي براهيم البصير بجماعة بني عياط بأزيلال، هندستها المعمارية الخارجية الشبيهة بالقصبة، وطلاء لون المغرة الذي يميز زخرفتها التي تأسر الروح وتسافر بها نحو عالم مختلف تماما.

وحالما تطأ قدماك داخل هذه المدرسة، تتلاشى صعوبة تمييز المكان أمام السحر التقليدي الذي يطبع هذا الصرح ذي الطابع المعماري الاستثنائي.

بهذه المدرسة العتيقة الواقعة بجماعة بني عياط الجبلية بأزيلال، كل شيء معد بدقة لتوفير الظروف المناسبة للطالب لتعلم القرآن الكريم وسبر أغوار علومه، والتكوين في أسلاكه المختلفة وفقا للقانون رقم 13.01 الذي عمل على تجسير الصلة بين مؤسسات التعليم العتيقة والتعليم العمومي.

وقد احتضنت هذه المدرسة المحدثة سنة 2013 والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، جيلا من الطلاب المتميزين، والتي ما فتئت تلعب دورها الريادي في تعزيز قيم الوسطية والنموذج الديني المغربي المتسامح والمعتدل.

أكد مصطفى العماري، المشرف العام على المدرسة العتيقة سيدي ابراهيم البصير، أن هذه المدرسة الواقعة في سفح بني عياط ، تستقبل خلال بداية كل سنة دراسية عددا كبيرا من طلبات التسجيل في مختلف الأسلاك.

وأبرز أن طلبات التسجيل تفد على المدرسة من جميع أنحاء المملكة بفضل الخدمات التي توفرها لنزلائها خدمة لتطويرالطلاب وخاصة تميز المدرسين بها، مضيفا أن المدرسة تتوفر على 28 إطارا تربويا بينهم 14 مدرسا للتعليم العتيق.

وأشار السيد العماري إلى أن هذه المؤسسة تقدم خدمات داخلية للتلاميذ القادمين من مناطق نائية، مضيفا أن هذه البنية الدينية تضم عدة مرافق منها قاعات للتدريس وقاعة للاجتماعات وأخرى للمعلوميات ومختبر وقاعة للصلاة ومطعمة.

وتعد المدرسة صرحا بارزا لتعلم القرآن الكريم ونشر قيم الإسلام المعتدل والوسطي، وتشكل استمرارا لإرث علمي من المعارف والمناهج المتعلقة بتعلم القرآن الكريم والعلوم الشرعية.

ويتم تعليم القرآن وفقا للمنهج المغربي الأصيل باستخدام ألواح خشبية، مما يسمح للطالب بتعلم ، في الآن ذاته، كل أساليب الخط العربي وإيقاظ مهاراته في الكتابة باللغة العربية الفصحى.

وما فتئت المدرسة تلعب، منذ إحداثها من طرف الوزارة الوصية ، دورا سوسيو – تربويا بهدف نشر ثقافة الإسلام السمح وتعلم ترتيل وحفظ القرآن الكريم بتأطير من معلمين ومدرسين بارزين يمهدون طريق التقوى والإخلاص لجيل كامل من الطلاب.

بالإضافة إلى التعليم العتيق، تقدم هذه المدرسة دورات تعليمية مختلفة (ابتدائي، إعدادي، ثانوي). وهي مدرسة معروفة، منذ إحداثها، بتكوين جيل من الطلاب الذين يشاركون في بناء أسس المجتمع الإسلامي المعتدل ويغرسون لدى المتعلمين مبادئ الإسلام السمح ، وكذا سلوكيات تنبني على طريق التقوى والإخلاص.

و.م.ع

أحدث أقدم